وأطب أنا الرياض ولا أرغب ويضيق صدري وآخذ مدة وأرجع لبريدة أشري بعير ونتخاوي حنا وعلي السعد الصانع ومحيسن العبد العزيز ولد عمي ونطلع من الرياض نمر شقرا، قال علي السعد: أن مجينا على نفود السر إنه أخصر للدرب، فمدينا معه قلنا بهواك حنا ما نعرف شي.
ونمشي مع النفود خمس ساعات ونطلع على عين ابن قنور ونمرح عندهم ويكرموننا الأجواد على قدر الحال.
ومنه نمشي مع الشمس، ويا الله ناصل المذنب بعد المغرب وإلى السما يمطر والأرض تمشي ونلفي على ابن حلال ونمرح عنده جزاه الله خير.
انتهت هذه الأوراق المفيدة التي كتبها محمد الطامي ونقلتها من خطه الرديء، وهي صادقة الدلالة، صريحة العبارة، لم يحاول صاحبها أن يضيف شيئًا لنفسه، بل إنه ذكر شيئًا لو كان الكاتب غيره لما ذكرها وذلك من قبل ذكر الصعوبات المالية والمشقات التي صادفته في حياته.
ومن ذلك ما ذكره عن جده عويد، وأنه سافر إلى المدينة وكان فكره صافيًا، وذهنه صحيحًا، وعاد منها على غير تلك الحالة، وقال: بعض الناس يقول: إنه ربما أنه سقي سقوة في المدينة، و (السقوة) عندهم شيء يسقى للمرء يعتبرونها نوعًا من السحر فيحب من لا يحبه، ويشتغل به عن غيره.
وإلَّا فإن لدينا أوراقًا عن جده عويد تثبت أنه رجل أعمال وثري يداين الفلاحين، وهذه ليست من دفتره الذي ذكر أنه رماه في البركة، ونحب أن نضيف هنا أن محمد أبو طامي ووالده وإخوانه كانوا أرباب صناعة وكانوا مجيدين لها وليسوا ممن يقتلهم الجوع ولكنهم يذهبون إلى المدن الأخرى بحثًا عن الأفضل.