كان لوالدي ناقة وكانت غالية عنده، لها سنين طويلة عِشْرَه، يتنقل عليها، وعندما كبرت سنها وعجزت عن العمل باعها، وبعد مضي سنين طويلة وبينما هو وأحد أصدقائه يتجولان بسوق الإبل في بريدة.
قال لصاحبه: هذه الناقة كانت في يوم من الأيام لي، فبعتها قبل سنوات مضت، قال له صاحبه: يمكن أنك مشبه عليها، فالنوق تتشابه، قال: أنا متأكد منها، وسوف أأكد لك ذلك، فانظر إلى ما سيجري بيني وبينها.
فتلثم أبو سليمان لم ير منه إلَّا طرف عينيه، كي لا تعرفه ناقته.
ثم مر بالقرب منها، وناداها بصوت لا يسمعه إلَّا هي:(سحيما) وواصل سيره حتى خرج من وسط الإبل فتبعته الناقة تسير خلفه، حتى مشى عدة أمتار وهي خلفه.
فلحقها صاحبها، يريد إرجاعها لمكانها وسط الإبل، فاستمر أبو سليمان بالسير وهي خلفه وصاحبها يحاول ردها.
والصديق يراقب ويتعجب مما يرى، فلم تتوقف الناقة حتى وقف صاحبها السابق، أبو سليمان.
فأخبر أبو سليمان صاحبها أن هذه الناقة كانت له سابقًا، فناداها باسمها الذي كان يناديها به.
فتعجب صاحبها، كيف عرفته بعد مضي السنين الطويلة على فراقها، ولم تنس اسمها، فذرفت عينا أبو سليمان على الناقة وتذكر أيامًا قضاها معها في الصحراء بحرها وبردها فودعها ومسح دمعته وتركها مع صاحبها (١).
ممن ينسبون إلى الطريقي فيسمون الطريقي الشيخ وائل بن يحيى الطريقي تولى قضاء عدة هجر وتقاعد عام ١٣٩٦ هـ. ويبلغ عمره الآن ٨٤ سنة - ١٣٩٧ هـ.