ومثلما قلنا في (الخريف) نقول في (الحامد) أهل الصباخ فإنهم أيضًا أبناء عم للطويان، بل إن بعض الناس ذكروا أن الأصل هو الحامد، وبعضهم يقولون إن الأصل هو الطويان.
وهذا خلاف ليس مهما فالمؤكد أن الأسرتين (الطويان والخريف) من أصل واحد وأبناء عمومة.
فقد وجدت وثيقة مؤرخة في ١ شعبان من عام ١٢٨٣ فيها ذكر سليمان الحامد من الطويان.
بل إنه هو أول الأشخاص ذكرًا فيها.
وهي وثيقة مبايعة باع فيها المذكور على عبد الكريم الجاسر مقطر نخل، والمقطر - كما هو معروف - هو الصف من النخل.
وقد وصف ذلك المقطر بأنه يوالي مكان عبد الكريم أي يوالي ملك بمعنى نخل لعبد الكريم، فالمكان هنا معناه: حائط النخل.
ولذلك وصفته الوثيقة بأنه مكان سليمان (الحامد الطويان) أي من نخله.
ثم ذكرت الوثيقة تحديد المقطر وثمنه وهو خمسة وستون ريالًا، وذكرت الوثيقة أن عبد الكريم الجاسر صبر علي بناء جدار بينهم، والمراد أنه التزم ببناء ذلك الجدار على نفقته مع أنه يقع بين ملكه وملك سليمان الحامد الطويان، ولكنه ذكر شرطًا يدل على سعة الحيلة وهو أن ذلك الجدار إذا طاح أي سقط فان بناءه يكون على سليمان أي بنفقته، ومثل هذا الشرط يجعل سليمان يحافظ بقدر استطاعته على بقاء ذلك الجدار قائمًا.
وأهمية مثل هذا الشرط تتضح من تذكر أن جدرانهم من الطين وأن الجدار واقع بين فلاحتين، يعني ذلك أنه معرض لوصول ماء من الفلاحة إليه