اللؤلؤ والمرجان والقماشة والدانة وبقيت (أم سعيد) في (حويلان) ترجو أن يعود ابنها كما رجع فلان وفلان بالثروة والمال، ومرت الأيام ولم يعد (سعيِّد)، لقد غرق في أعماق البحر في مهمة غوص عميق بحثًا عن:(الحصة والدانة والقماشة)! ولم يعد منه إلى سطح المركب البحري سوي جزؤه الأسفل الذي سحبه زملاؤه البحارة الذين ينتظرونه على السطح، لقد التقمه سمك مفترس!
ووصل النبأ إلى أسماع (أم سعيِّد) في أعماق (خب حويلان) غرب بريدة فبكته في (وداعية) حزينة ظلت حية في ذاكرة مجتمعها وإن غيبها الموت بعد ابنها الطموح لحياة أفضل من رمال الخبوب.
تتوجه (أم سعيِّد) بصوتها الباكي الحزين إلى شريكها في الثكل (أبو سعيِّد) واصفة حالها بأن عقلها قد ضاع، وأن قلبها حزين ولدموع عينها هليل على ذلك الابن ذي الصفات الحميدة، ثم تتوجه بالدعاء على قائد مجموعة الصيد البحرية (يوسف) الذي ترك في البحر جابر شقاء العمر، ثم تتمنى لو لم يذهب ابنها الطموح لجلب المال لأسرته وليتها اقتسمت معه الشقاء والفقر وظل وحيدها بجوارها لم يرحل، ولو أن سفره أبعد من سيلان والهند لرجته أن يعود بمركب عال بأشرعة العز والغنى، ولكن كيف وقد انصرم عمره في أعماق البحر، ثم تنعي أشياءه الباقية، داعية بالويل والبعد على من ركب فرسه وحمل بندقيته بعده، وتُنهي قصيدتها بالدعاء أيضًا على ذلك الوافد الذي قدم عليها حاملًا ثيابه ومتاعه دون أن يرأف بحزنها الذي تجدد! فماذا تغني عودة الثياب المطوية وقد يئست من عودة حبيبها الذي طوته لجج البحر: