للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مررت بحائل فأنزل عبد المحسن بن طويان الجاعد من شداد ناقته وقدمه هدية لحسين بن جراد وأراد ابن جراد أن يدفع ثمنه فأقسم ابن طويان أنه ما يأخذ عنه شيئًا، وكان قد استوفي منه الرسوم كاملة لم يتنازل منها عن شيء وانصرف كل منهما لسبيله.

ومضت الأيام واختلف أهل بريدة مع عبد العزيز بن متعب بن رشيد وهو رجل فيه ظلم وقسوة فأمر رجاله أن يتخطفوا المسافرين من أهل بريدة ويأخذوا أموالهم إمعانًا في أذاهم ومر ابن طويان قرب حائل فأحضر إلى قصر الإمارة وأخبر عنه عبد العزيز بن متعب بن رشيد فأمر بمصادرة ما معه من الإبل وقتله ظلمًا وعدوانًا.

وكان حسين بن جراد في مجلس عبد العزيز بن متعب بن رشيد وعلم بأمر قتل ابن طويان، ولكنه لا يستطيع الشفاعة عند الأمير ابن رشيد لقسوته وجبروته، فبكى في المجلس وارتفع صوته في البكاء، فسأله عبد العزيز بن متعب بن رشيد عن سبب بكائه فقال: ابن طويان صهري وأنت أمرت بقتله فقال عبد العزيز بن متعب بن رشيد ولماذا لم تخبرني أنه نسيبك وأمر بإطلاق سراح عبد المحسن بن طويان ورد ماله عليه فذهب إليه حسين بن جراد وبشره بالسلامة وذهب به إلى منزله وأكرمه وقال له: أنا قلت لابن رشيد بأنك صهري وأنت لست صهري وإنما أردت خلاصك من الأمير الظالم لئلا يعلم أنك لست صهري فيوقع علينا العقاب وأحضر حسين بن جراد طالب علم وعقد لعبدالمحسن بن طويان علي بنته وأدخله عليها في النهار وولدت له حمود بن عبد المحسن الطويان وبنتًا وإبراهيم بن عبد المحسن الطويان وتوفيت الزوجة بنت حسين بن جراد في بريدة بعد رحيلها مع زوجها وإقامتها في بريدة مع زوجها وأولادها (١).


(١) ملامح عربية، ص ٣٢٨.