ونعود إلى الكلام على أسرة العبادي فنقول: إن الشيخ عبد العزيز العبادي لم يعقب ذكورة، أما أخوه سليمان الذي اعتقد والده أنه سيكفل ولده عبد العزيز وأخواته فإنه نشأ مستهترًا بعيدًا عن التدين وأهله، وقد بدا في بعض الأحيان كما لو كان ناقص العقل، وهو ناقص عقل، ولكنه ليس مجنونًا.
من ذلك أن أحدهم قال له: أبوك وأخوك عبد العزيز أهل دين وطاعة ولا يخرجون من المسجد، وراك ما تصبر مثلهم؟
فقال أبوي وأخوي، أجاويد، وأنا نزغة شيطان يخرج ذلك مخرج النكتة.
وعبارة نزغة شيطان تعبير عامي عن عدم المبالاة بالأوامر والنواهي، وقد مات (سليمان) هذا في عام ١٣٩٥ هـ ولم يعقب أولادا ذكورا وبذلك انقطع نسل هذه الأسرة في بريدة، وحضر أبناء عم لهم من (جلاجل) وأثبتوا شرعًا أنهم أقرباء لهم قرابة نسب فعصبوهم أي ورثوهم، والمراد ورثوا سليمان ميراث تعصيب.
وقد ذكر ابن بشر شخصًا من أسرة العبادي هؤلاء ولكن في جلاجل وذلك في معرض الحروب التي وقعت في نجد بعد سقوط الدرعية والفوضى العارمة التي وقعت فيها البلاد.
فقد غزا أهل عشيرة ومعهم بعض أهل سدير الآخرين بلدة جلاجل وبسط ابن بشر ذلك بسطا وافيا، لأنه من أهل جلاجل فذكر أنه قتل فيها من أهل جلاجل رجل شجاع اسمه محمد بن عبد الله (العبادي).
قال ابن بشر في حوادث سنة ١٢٣٩ هـ وقيل محمد بن عبد الله العبادي من شجعان أهل جلاجل، وعدد من قتل منهم ستة رجال (١).