وهي مهمة في كون كاتبها القاضي الشهير العالم المُحَنَّك الشيخ سليمان بن علي المقبل، وهي مهمة أيضًا من القدم النسبي لتاريخها، إذ كتبت في ٢ ربيع الأول سنة ١٢٥٩ هـ.
والدار المباعة فيها هي دار والد عبد الرحيم الحمود، وقد دقق الكاتب الشيخ ابن مقبل في وصف موقعها بأنه في شمالي منزلة بلد بريدة، وهو ليس من الذين يلقون القول على عواهنه، لذا نفترض أن اسم (بريدة) ربما كان يشمل في ذلك التاريخ بعض البساتين أو المحلات القريبة منها لذلك ذكر منزلة بريدة ليبين أنه في البلدة نفسها.
وقد ذكر في تحديدها دارين لشخصين أحدهما لا نعرفه وهو العناني، والثاني: الفحيل، والفحيل من التواجر (التويجري) كما سيأتي ذلك في حرف الفاء.
وقد أطلق الشيخ ابن مقبل عبارة ليست مألوفة الآن وهي قوله: ووقت صدور البيع عن عبد الرحيم في حال نيابته عن نفسه، والمألوف في الوقت الحاضر أن يقال بالأصالة عن نفسه، لأنه قال: وبالوكالة عن أخويه عبد الكريم وحسن.
والثمن كثير فهو مائة وثلاثة ريالات (فرانسه).
وملاحظة أخرى وهي قول الوثيقة وصبر (المشتري سليمان) بصبرة الدار، والصبرة هي الإجارة الطويلة، أي التي تمتد لسنين كثيرة مثل خمسين سنة أو مائة سنة، وهذا هو الأكثر، وقد تمتد إلى أكثر من ذلك، وتكون قليلة المقدار، فهي هنا ريال في كل سنة.
ولكنهم لم ينصوا على مدة تلك الصبرة، ولم يذكروا ما بقي منها في وثيقة المبايعة، وهي بلا شك مذكورة في وثيقة تلك الدار، وفي وصية مالكها السابق حمود بن حسن.