للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال والدي وأنا أقرأ عليه هذه الوثيقة وفيها: أنه أحضر لهم ثمنه في المجلس: الواقع أنني لم أحضر الثمن في المجلس أول ما باعوا عليَّ ولكن لابد من إقرارهم بأنهم خلصوا ذمة والدي من ديونهم، وبأن البيت صار ملكًا لي، وإلَّا فإنهم قبلوا أن ينقلوا الدين وأكثره سلف من دون فائدة لأن أصحابه أصدقاء لوالدي من ذمته إلى ذمتي، وأن يبقى حتى أستطيع تسديده لهم شيئًا فشيئًا، ولكن الواقع أنه حين كتابة هذه الوثيقة في عام ١٣٣٠ هـ. كنت قد دفعت بالفعل لهم جميع ما كان من الدين على والدي الذي نقلوه إلى ذمتي، وكان البيت قد صار خالصًا لي.

وإلَّا فإن عقد البيع وتحويل الدين من ذمة والدي عبد الرحمن رحمه الله إلى ذمتي كان في عام ١٣٢٤ هـ وظللت أسدد لهم فيه حتى أوفيتهم كلهم حقهم في عام ١٣٣٠ هـ فكتبوا هذه الوثيقة.

وقد حسنت حال والدي المالية، فصار له مال يداين منه الفلاحين، وقد ضاع دفتر كان عنده كنت رأيته وأنا صغير ورأيت في ورقة منفردة مداينة بينه وبين عبد الله بن عبد الرحمن بن محيميد راع النخلات.

وقد أسمته الوثيقة ابن عبود مع أن كاتبها طالب علم بل عالم كاتب معروف في زمنه وهو عبد الله العلي بن سالم.

والدين: ستمائة وزنة وخمسون وزنة تمر سَلم، والسَّلم بفتح السين واللام هو شراء تمر من الفلاح قبل أن يطلع نخله بثمن يكون أرخص للدائن لأن الزيادة التي تحصل له من التمر في مقابل تأجيل قبضه الذي لا يكون إلَّا مرة واحدة في السنة هي وقت موسم جداد النخل، والتمر المذكور عوض مائة ريال أي أن الدراهم التي أعطاها والدي نقدًا لابن محيميد ثمنًا لذلك التمر هي مائة ريال بمعدل ست وزنات ونصف بالريال.