أن مجيء إبراهيم باشا إلى القصيم كان في عام ١٢٣٢ هـ ولم يقل إنه صغير جدًّا ولكنه كان من المعمرين المشهورين، لم أعرف عام وفاته لأنني لم يكن لدي اهتمام بذلك في حياة والدي وأمثاله من رواة الأخبار ولكنني سأورد وثيقة مؤرخة في عام ١٢٩٩ هـ وفيها ذكر لدين استدانه يحل في عام ١٣٠٠ هـ.
وله أخبار طريفة لا يتسع المجال لذكرها من ذلك أنه كانت لديه عنز البون، وكانت العنز ذات اللبن لها أهمية عندهم فأخفاها أحد محبي النكتة ومعه غيره، وقال له اثنان منهم إنهم رأوا (القلوص) وهو أحد المعاصرين المجاورين له أخذ العنز، وانكر (القلوص) ذلك بطبيعة الحال.
فقال عبد الله العبود (ي) وكان شاعرًا مقلا من الشعر فيها:
عَنْزٍ لنا يا حلو حَالهْ وْفالهْ ... واحلو بالماعون كشَّةٍ شْطْورَة
جاها القلوص بجنح ليلٍ وشاله ... متحالي تذويرها في قدوره
جمع عليها حرمته مع عياله ... اكلها بماعونه ما ردد نشوره
وعندما حصل أولئك على هذه الأبيات وبعد فترة جاءوا يركضون إلى عبد الله العبود (ي) يبشرونه بأنهم وجدوا العنز، وأن (القلوص) بريء من إخفائها، ولكن ذلك كان في قالب من النكتة، فكانوا يقولون: من يبشر قنز بالعنز، جبناه؟
ولقبه قنز قال والدي: إن ذلك لكونه ضئيل الجسم بالنسبة إلى أخويه.
وقد عمر عبد الله بن عبد الكريم العبود هذا دهرًا كما قدمت، ذكر والدي أن عمره وصل إلى المائة، وأنه يذكر حجيلان بن حمد وعبد الله بن سعود الذي حمله الترك معهم إلى اسطنبول.
ومعلوم أن مقتله كان في عام ١٢٣٤ هـ عقب تخريب الدرعية.