كان سافر إلى العراق فأقام مع أسرته في الزبير نحوًا من عشرين سنة ثم عاد إلى بريدة.
وكان صديقًا لعدد من الشخصيات المعروفة ورجلًا يعيش ليومه، فكان يبذل ما لديه في إكرام النّاس.
وقد عمر دهرًا إذ كانت ولادته حسبما أخبرني به والدي في عام ١٢٨٥ هـ. وتوفي في ٨ رمضان من عام ١٣٨٢ هـ وذلك يعني أنّه عمر سبعًا وتسعين سنة.
وكان إلى ذلك ممتعًا بجميع حواسه من السمع والبصر، إلَّا أنّه أبتلي بتضخم البروستاتا واحتباس البول فذهب به أولاده إلى مستشفى أرامكو وهي شركة الزيت العربية الأمريكية في الظهران، لأنه لم تكن توجد في بريدة مستشفيات، فصنع له الأطباء مجري اصطناعيا للبول بأنبوبة في جنبه فصار لا يستطيع الصلاة مع الجماعة على كبره وحاجته لذلك لذا تضايق حتى صار يتمنى الموت، وقد زرته قبل وفاته بزمن قصير، وكان يجلس خارج باب بيته الذي يسكن فيه يكافح السأم بالنظر إلى من قد يمر به فقلت له: كيف حالك يا عم؟
فقال: الله يأخذ أمانته!
يريد أنّه يتمنى الموت، فقلت له: يا عم، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وأمتني ما علمت الموت خيرًا لي.
فقال: يا ولدي أنا الآن الموت أخير لي، فقلت له: لكن الحمد لله أنت الآن تقدر تسبح وتهلل وتستغفر وهذا كله يكتب لك إن شاء الله في العمل الصالح.
فقال: أنا ولله الحمد سبحت وهللت واستغفرت اللي به بركة، الله يقبله ويكفي.