إخصاب كالمرأة فبعد عمر معين، حين يصبح طولها بطول الرجل تقريبًا تتوقف عن إنبات الفسائل، كذلك فالنخلة لا تنبت تمرًا إلا إذا لقحت من فحل.
ومما يعرف عن التمر، أن أنواعه المختلفة ذات قيمة غذائية مختلفة، ناهيك عن اختلاف الطعم واللون وسهولة الهضم وصعوبته، بل وجد من خلال التجربة أن لبعض أنواعها فوائد علاجية تفوق الأدوية المصنعة في كونها تخلو من الأعراض الجانبية.
وفي حديث شريف يصور روعة شجرة النخيل في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم نبئوني ما هي، فقال ابن عمر فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة قال فاستحيت أن أقول ذلك فقالوا يا رسول الله أخبرنا بها قال صلى الله عليه وسلم هي النخلة).
إن من نعم الله علينا توفر هذه الشجرة المباركة التي لم نقدرها حق قدرها، فمن تقديرها إجراء الأبحاث والدراسات على أنواع التمر المختلفة واستخلاص أغذية وأدوية جديدة منها ودراسة فوائد أشجار النخيل، للاستفادة من جميع أجزائها، وأكاد أجزم أن لو كانت أشجار النخيل منتشرة في بلاد متقدمة كانتشارها في بلادنا لكانت استفادتهم منها أكثر منا بكثير.
ويكون ذلك بإنشاء جامعة النخيل، في منطقتي القصيم أو الأحساء، لاشتهارهما بكثرة أشجار النخيل، وليست النخلة أقل أهمية من القهوة التي أنشئت لها جامعة في النمسا، أو الشاي الذي قدره الصينيون بإنشاء معهد لأبحاث الشاي.
ويمكن أن تحوي جامعة النخيل كليات يكون اهتمامها الأساس دراسة النخيل والتمور، وكلية التغذية وعلوم الأطعمة وكلية الزراعة وأخرى للصيدلة وكلية الطاقة الحيوية لأبحاث إنتاج الوقود الحيوي من مخلفات التمور، وكلية الصناعات المحلية وغيرها مما قد يكون غيري أكثر مني به إلمامًا.