قضينا جُلَّ ليلتنا قعودًا ... ومرتعشين من لفح الهواء
نصيب العاتقين من السواري ... بُشكّلُ في الفقار قناة ماء (١)
* * * *
أخذنا نقدح الكبريت خنى .... تعرَّى جانباه من الطِّلاء
ولما جاء وقت الفجر عَنَّتْ ... شقوق الغيم في كبد السماء
وعاد الدفء للأجساد لمَّا ... رمتنا الشمس بالوجه المضاء
* * * *
قضينا بعدها وقتًا جميلًا ... مع الإخوان من أهل الوفاء
تمتعت العيون بما أراها ... إله العرش من زهر وماء
ومتعنا القلوب بروض علم ... تجَوَّلْنا به وسط الخباء
ذو الدنيا تقضَّى في سرور ... وأنس، أو شقاءٍ في عناء
ولكن السعيد من استقامت ... له الأحوال في دار البقاء
ونظم الشيخ سليمان العبودي قصة الذئب والحمل فيما نظمه من قصص الأمثال والحكم فقال:
رأي الذئب كبشا صغيرًا آتي ... ليشرب من أسفل الجدول
فقال له قول مستهزيء ... ومحتقر مُدَّ مبطل
لماذا أثرْتَ عليّ القذى ... ولم تخش مني ولم تخجل؟
فقال: تأن وفكر أخي ... وهل يصعد الماء من أسفل؟
فقال: وكنت شتمت أبي ... وأمي في عامنا الأول؟
فقال: وإن لم أزل جذعًا ... ومظهر جسمي يشهد لي
(١) السواري: السحب السارية، أي التي تمطر في الليل، والفقار: فقار الظهر.