وودتُ حمل مشاعل الإصباح كي ... تصحو تصحو من النوم المُهين
وأظَلَّ في أبواب أرضي صارخًا ... هيّا .. فقد أحضرتُ من يُعلي الجبين
في دهشةٍ نَظرَتْ بلادي نحونا ... فجْرٌ جديدٌ وفتيً ليسَ يُبين
نفضت غبارًا كان يعلو وجهها ... واستقبلت فجري بصدر ذي أنين
حملته وانطلقت به مُتَقلدًا ... سيفًا يُقطِّع فيهِ هامَ المعتدين
حتى أناخت بعد طول قتالها ... واغرورقت دمعًا على ماضي السنين
وقالت على غرار الشعر القديم الذي ينشده الرجال:
إلى كل من يبحث عن أصحاب ..
إلى كل من أراد الأصدقاء للهو والعبث ..
إلى كل من اكتوى بنار الجفاء من الأخلاء ..
إلى كل من عجز عن معرفة الصديق الحق .. أهدي كلماتي ..
لي صحبة أخيار ليتك تعرفُ ... لهمُ المحبة في الفؤاد تُرفرفُ
قومٌ إذا قدِمَ الغريبُ إليهم ... نشروا البشاشة في الوجوه فيألفُ
قومٌ إذا نادى النداء بنُصرةٍ ... هبّوا جميعًا ليسَ منهم خُلَّفُ
وإذا اشتَكيتَ بما أصابَكَ من أذي ... فالعين منهم قبل عينِك تذرفُ
عمروا الزمانَ بصدقهم ووفائهم ... وإذا العبادةُ حان وقتٌ عُكّفُ
أهلُ النصيحة للمُسيء لدينِهِ ... أو سُنَّةٍ تُؤتى وعنها يصدِفُ
أهلُ الرياض الخُضر حين جلوسِهم ... فجليسُهم أبدًا سعيدٌ يُطرَفُ
الله حمدٌ ليسَ يُقضى عدُّهُ ... أن يُسِّر الصحبَ الكرامَ التُّحَّفُ
فلقد دعوتُ الله مُجتهدًا بأن ... يُحيي الزمانَ بأهل خير رؤءفُ
وبأن يُيسِر قربهم لمُحِبِّهم ... ويُدلل الصعبَ العسيرَ ويلطُفُ
فأجابَ ربي ما دعوت، وإنَّهُ ... بَر كريمٌ جودُهُ لا يوصفُ