والمغرب لأن العطلة حلت والجامعة معطلة فيها، ونزلنا في فندق في الرباط، فلما عدت إلى الفندق وطلبت مفتاح غرفتي من عجوز فرنسية في الاستقبال سألتني عن اسمي فقلت: العبودي.
فقالت العبودي؟ العبودي؟
قلت: نعم، وماذا في الأمر؟
قالت: فيه مشكلة قبل قليل وهي أنني رحلت العبودي في أول الصباح بعد أن خرجت أنت، وها أنت تأتي الآن، ثم ضحكت وقالت: إنه من أسرتكم (العبودي) ذكر لي أنه ابن عمك وقال لي آسفًا: لم أعلم أنه هنا وإلا لكنت سلمت عليه.
وإذا به عبد العزيز بن إبراهيم العبودي، وكان يشغل آنذاك مدير جوازات الدمام، وقد ابتعثته الحكومة لمنح تأشيرات للحجاج في بعض أقطار غرب إفريقية، فمر بالمغرب في طريقه للعودة إلى بلادنا، ونزل في الفندق نفسه من دون أن يعرف أحدنا بوجود الآخر فيه.
وكان عبد العزيز هذا في أول عمره رياضيًّا يلعب مع مجيدي رياضة كرة القدم، كان يلعب ضمن فريق في بريدة لكرة القدم في مباراة مع المنتسبين للمدرسة العسكرية الأولى في بريدة، فضرب أحد لاعبي المدرسة العسكرية مع ساقه بأصبع رجله ضربة قوية كسرت ساق الرجل وهو بدوي، فنقل إلى المستشفى وقرر الأطباء أن رجله كسرت نتيجة لهذه الضربة.
فجاء والده ابن عمنا إبراهيم بن عبد الكريم العبودي إليَّ يشكو الأمر ويستشيرني فيه، فقلت له: هذا كسر ابنكم رجله بضربة ولو مات الآن لطالبكم أهله بديته، فيجب أن تسرعوا بالصلح معهم عن طريق دفع تعويض، ومخالصة، فذهب وجاء بعد يوم، قال: خلصنا معهم هو وأقاربه ندفع لهم أربعمائة ريال وينتهي الأمر.