وينفق ساعات النهار بدعوةٍ ... ويمضي عليه الليل للذكر تاليا
فسل عنه أصقاع القصيم ومدنه ... وحاضر بلدان ومن كان باديا
وسل عنه محراب الحميدي يا فتى ... وكان له درس بمسجد ماضيا
ومن بعد ذا طابت دروس لشيخنا ... بشرق الخبيب مسجدٌ للدباسيا
وعانى من الأمراض والجهد والبلا ... وعاش رضيا بالمقدر راضيا
مصيبته هزت فؤادي ومهجتي ... وأصبحت في شيخي مُعزَّى وراثيا
لعل رثائي يطفئ اللوع والأسى ... ولا يدفع المقدور نظمُ القوافيا
هو الموت بالإنسان في اللوح ثابتٌ ... قضاه إله العرش لا شك آتيا
سألت إله الحق يوليه رحمة ... ويلطف في نيك العظام البواليا
وأسكنه الفردوس ربي بفضله ... يروح ويغدو بالجنان مباهيا
سقى قبره ديم من العفو صيبٌ ... وروح وريحان يكون مواتيا
عليه سلام الله ما ذر شارقٌ ... وما رفع الأذان لله داعيا
فيا من قضيت الأمر بالموت ... والفنا تعاليت من رب على العرش عاليا
سألتك جمعًا في الجنان برفقتي ... عسى وعسى فيها يكون التلاقيا
فيا قاصدًا بيت الفقيد لدرسه ... تراجع فإن البيت أصبح خاليا
سلامٌ على الدنيا ومن سار خلفها ... إذا رحل الأخيار أين التصافيا
وفي خير خلق الله كان عزاؤنا ... محمد المختار من كان هاديا
وصلى إله العرش دومًا مسلمًا ... على المصطفى من كان للشرك ماحيا
كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا ... وما حركت تلك الرياحُ السوافيا
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيى
القصيم - بريدة
٢٨/ ٦ / ١٤٢٢ هـ
وأخيرًا أختم كلامي على الشيخ فهد بن عبيد بإيراد نص هذه الرسالة التي كتبها بخطه لأحد الإخوة الذين لهم بيت في بريدة طلب من الشيخ فهد العبيد أن يلاحظه، وهي تدل على طريقة الرفق واللين التي كان يتعامل الشيخ فهد العبيد مع الناس.