عليه السلعة التي معي وقبضت منه النقود ودفعتها لمن اشتريت منه وأنا معروف بذلك عند تجار مكة المكرمة الذين أتعامل معهم في مثل هذه السلع.
قال: وبعد أيام رجعت إلى صاحب الدكان الذي بعت عليه التمر فإذا به قد مسحه بقليل من زيت السمسم حتى صار براقًا لامعًا وهو ينادي عليه قائلًا: بالبركة، تمر المدينة بالبركة، يا ناس، البركة، قال: فأسرعت أقول له مخلصًا: على هونك هذا من الشماسية ماهوب من المدينة المنورة، ولا فيه من البركة شيء، لو فيه بركة ما صاروا أهل الشماسية فقراء.
ولكن الرجل لم يبال بي، وإنما قال: أنت لك فلوس؟ وإلا جاي تعلمني؟
فقلت له: أنا لي فلوس، وأبي أعلمك أن ها التمر ماهوب تمر المدينة الذي فيه بركة! !
فقال: يا أبوي، خذ فلوسك، وروح!
كان بيت العبيدان في بريدة مثل أقربائهم من جهة الأم (السكاتَى) جمع السكيتي من العاملين على الإبل يتاجرون فيها ثم يحملون عليها البضائع، وقد صاروا يتاجرون بالبضائع عليها.
وكان العبيدان ثلاثة إخوة هم سليمان وعبد الله وعلي، كان سليمان أكبرهم وكان أكثرهم أسفارًا، وكان عبد الله أقلهم في هذا الأمر، وعندما حسن الحال بالنسبة إلى الاقتصاد في المملكة سافروا للرياض، وكان عبد الله قد أصبح واعظًا يذكر الناس من دون أن يقوم لذلك في المساجد، بل كان يفعل ذلك لمن يجالسه، ويقابله.
أما سليمان فإنه منذ أول عهده يسافر إلى جهة الشرق أو الغرب من القصيم في التجارة على الإبل، وكان ذهابه إلى مكة المكرمة حاملًا بضاعة القصيم إليها في العادة وهي التمر والسمن والأقطـ.