إدريس الكندهلوي الحنفي نزيل مكة المكرمة ذي الحجة ١٣٥٣ هـ.
وكان المترحم جادًا في تحصيل العلم، وصادف مع ذلك سرعة في الحفظ وجودة في الفهم وبطء في النسيان، فمن هذا صار من كبار العلماء، وصار متفننًا، فهو مفسر ومحدث، وله اطلاع في التوحيد وعقائد المخالفين، وهو فقيه أصولي، وله اطلاع واسع في النحو وعلوم اللغة العربية، وله اهتمام في حفظ النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.
بعد هذا الإدراك عاد إلى وطنه مدينة بريدة، وهو يظن بسعة اطلاعه أنه سيتصدر بلاده في التعليم والتدريس إلا أن بعض أهل العلم في ذلك الزمن عندهم انغلاق ووحشة من كل من يأخذ علومه من خارج البلاد النجدية، فصار بينه وبين قاضي بريدة في ذلك الزمن الشيخ عمر بن سليم وحشة وجفوة أدت إلى أن ترك المترجم بلده، وسافر إلى مكة المكرمة، فقدمها واتخذ مهنة إصلاح الساعات مهنته لإدرار رزقه ورزق أهله، وسكن حي شعب عامر الذي هو مقر النجديين.
وفي عام ١٣٦٤ هـ عاد الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة المكرمة من زيارة قام بها إلى مصر، فأجري لقدومه حفلات في أحياء مكة، فأقام أهل نجد وأعيانهم من أهل عنيزة حفلًا، والذي ترأس إقامة الحفل عبد العزيز آل قنيعير، وكانوا في حفلهم محتاجين إلى خطيب وشاعر يتحدث عن القادم، ويثني عليه، فذكر للقائمين على الحفل أن أفضل من بعد المقالة والقصيدة ويلقيها هو الشيخ صالح بن عثيمين، فطلبوا منه إعداد كلمة وقصيدة وإلقائهما في الحفل، فقام بذلك ونالت استحسان الحاضرين، ومن ذلك الوقت عرف واشتهر، ورغبت الجهات المعنية الاستفادة من علمه ونشاطه، فتوظف في وزارة الحج للإشراف على المطوفين وإعطائهم الرخص لتطويف الحجاج، والإطلاع على دفاتر الأدعية التي يدعو بها الحجاج، ومدى صحتها وسلامتها مما يخالف الشرع.