في ذمة حامد مائة وثلاثون ريالًا وهي مبلغ كبير وذكرت الوثيقة أن مائة ريال منها أحاله حامد بها على ذمة حبيب ولم تذكر بقية اسمه، ولا شك أن شخصيته مهمة لأن مبلغ مائة ريال لا يحال إلَّا على ذمة شخص مهم، وبخاصة أن عمر بن سليم قد رضي بهذه الإحالة وقبلها.
وذكرت الوثيقة أن عمر نَجَّم على حامد ثلاثين ريالًا آخر المطلب أي الدين الذي كان يطالبه به لمدة ثلاث سنين يحل أول نجم منها وهو عشرة أريل في سنة واحد وأربعين (ومائتين وألف)، وثاني نجم عشرة أريل في سنة اثنتين وأربعين وآخر نجم يحل في سنة ثلاث وأربعين وغلط الكاتب فذكر أنه يحل في سنة ثلاث وثلاثين وهذا غير ممكن لأن سنة ثلاث وثلاثين كانت ذهبت قبل كتابة هذه الوثيقة بسبع سنين فهو قد غلط غلطًا ظاهرًا، وقد أوضح أن السنين كلها بعد المائتين والألف، وذلك بخلاف ما كان بعض المكتبة قد درج عليه وهو إغفال ذكر القرن الذي كتب فيه الوثيقة اعتمادًا على أنه لا يحتاج إلى ذلك بالنسبة إليهم ولكنه غير صحيح بالنسبة لمن يأتي بعدهم مثلنا.
ومعنى (نَجَّم) عليه أي قسَّط ذلك الدين عليه لمدة ثلاث سنين كل نجم وهو القسط يحل بعد سنة، والتعبير صحيح مألوف في تلك العصور، وإن كان الذي لا يعرف أن أصله مأخوذ من طلوع نجم من النجوم التي تكون في أول مطلعها بعد غيابها بعد سنة واحدة.
وقد ذكر الشهود على الوثيقة وأنهم (سليمان العجاجي) وعبد الله بن رواف ويحيى الكردا أما ابن رواف فإنه ابن عبد الرحمن الرواف أول من سكن بريدة، والمراد الأب عبد الرحمن الرواف فهو أول من سكن بريدة من أسرة الرواف، وأما يحيى الكردا فإنه شخصية معروفة في تلك العصور وهو من اليحيى، بل يصح القول بأن أسرة (اليحيى) منه، فهو أصل أسرة اليحيى كلها، ولذلك كنا نعرف تلك الأسرة أول عهدنا بالإدراك ومعرفة مثل هذه الأشياء في عام ١٣٥٥ هـ بأنهم الكردا، وقد