ووثيقة أخرى من ذلك العهد ولكن لم نر تاريخها لأنها ربما كان ما وصلنا منها ناقصًا، وهي بخط محمد بن مهيد و (المهيد) هم أسلاف الطرباق أو لنقل: إن الطرباق من أخلافهم، بمعنى أن الطرباق من التمهيد ولكن ليس كل المهيد أسلافًا للطرباق.
و(محمد بن مهيد) معروف لنا من كتاباته وهي في تلك الفترة، وأحد الشاهدين فيها هو محمد بن جميعة معروف لنا أيضًا، لورود اسمه في عدة وثائق ذكرتها في رسم (الجميعة) من حرف الجيم.
ومضمون الوثيقة أن محمد بن مهيد ومرشد الذي هو مرشد النصار من النصار آل أبو عليان فهو من الأسرة نفسها التي منها محمد بن مهيد ومعهما عمر بن سليم وتحاسبوا فصح أن الذي بذمة فهد بن مرشد - ولم يسبق ذكر فهد بن مرشد في هذه الوثيقة - لعمر بن سليم مائة وخمسون ريالًا، وهذا مبلغ كبير يبلغ أن يكون ثروة أحد الأثرياء في نجد حتى ولو لم يكن يملك غيرها.
وقالت الوثيقة: إنهم باعوا عليه ثلثي المكان الشعيب بمئة وأربعة وثلاثين ريالًا، ولم تتضح لي العبارة، وذلك المبلغ لا يكون إلا ثمنًا لشيء مهم كما هو معروف.
قالت: وبقي من حسابه ستة عشر ريالًا بها الجريرة قادمة والبعارين.
وهذه العبارة تدل على أن عمر بن سليم قد رهن جريرة المذكورين وهي ما يملكون في الفلاحة من زرع وبرسيم وكل شيء يملك متعلقًا بالفلاحة والبعارين - جمع بعير - وهي التي يسنى عليها.
قالت: والشاهد سليمان العجاجي، وقد أسقط الكاتب النون من اسم سليمان سهوًا.
وفي هذه الوثيقة شيء من التداخل وعدم الوضوح فهي توحي بأن الذين عليهم الدين هم محمد بن مهيد ومرشد (النصار) وفهد المرشد، فالكاتب محمد