والوثيقة مؤرخة في ١٠ ربيع الآخر من عام ١٣٠٢ هـ تقول: إنه ثبت أن الدية أربعمائة ريال وزعوهن على حمايل بني عليان وهم ست حمايل منهم آل محمد وآل عرفج والغانم وآل غانم المذهان والحماضي - جمع الحميضي - كل حمولة عليها سبعين ريال، وكل التزم لحمد آل عبد الله (العدوان) بقسطه من الدية المذكورة.
ومن الجائز أن بعض الأسر كانت عاقلة لبعض من اشتركوا في قتل ابن عدوان وليست ممن قتله، وقد جرت المحاكمة ثم المفاهمة على ذلك في عنيزة لأن بعض بني عليان الذين قتلوا ابن عبدوان ذهبوا إلى عنيزة، وبعضهم كان ساكنًا في عنيزة شبيها باللآجئ السياسي، ولذلك شهد على ذلك التفاهم أمير عنيزة زامل بن سليم وابنه علي، وشهد بذلك أيضًا كاتب الوثيقة علي آل محمد السناني من أهل عنيزة.
ومن الطريف في وثيقة لاحقة في ذيل الأولى أن حمد بن عبد الله العدوان القائم الرئيسي بالمطالبة بدية عبد الله بن عبدوان قد خلص أي اتفق مع آل محمد وهم الذين منهم الأمير الشهير عبد العزيز المحمد أمير بريدة، وأخوه عبد المحسن الذي تولى الإمارة أيضًا، وإن لم يطل عهده، وهم آخر فروع بني عليان الذين تولوا الإمارة قبل ابن عبدوان وابن رشيد، على أن تكون حصة آل محمد معاريض، أي ليست نقدًا من العين وهو الذهب والفضة، وأوضحوا ذلك بأنها (سيف مقبوض ومراح والمراد به الحوش وهو الفناء من الأرض الذي أدير عليه سور يقع إلى الغرب من مرقب بريدة) وقد خلص بهذا المراح والسيف عن السبعين ريالًا التي في ذمة آل محمد، من دية الأمير عبد الله بن عبدوان.