كما وجدت وثيقة أخرى تثبت بشهادة الشهود بأن حمد بن عبدوان قد أصيب بجراحات وأنه ذهب إلى عنيزة وآثار الجراحات موجودة في جسمه ولا شك في أنه ذهب إلى هناك للإدعاء على آل أبي عليان الذين اشتركوا في قتل والده والمفهوم لنا أن حمدًا المذكور هو ابن الأمير القتيل عبد الله بن عبدوان.
ومع أن قتلة الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان قد ألزموا بدفع الدية ودفعوها بالفعل فإن أقارب له من بني عليان لم يكتفوا بذلك بل قتلوا الذين قتلوه، وذلك بعد مضي خمسة عشر عامًا على مقتله، وربما كانوا أخروا ذلك إلى وقت ضعف حكم الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام فيصل بن تركي الذي مات في عام ١٢٨٢ هـ.
قال ابن عيسى في حوادث سنة ١٢٩١ هـ:
وفي هذه السنة قتل عبد الله آل غانم في بريدة قتله عبد المحسن بن مدلج هو وأولاده، وهم من عشيرة آل أبي عليان، في عبد الله بن عبد العزيز (بن عبدوان) أمير بريدة المقتول سنة ١٢٧٦ هـ كما تقدم، يدَّعي عبد المحسن المدلج أنه أقرب عاصب إليه، وكان عبد الله الغانم المذكور من جملة القاتلين لابن عبدوان (١).
أقول: ذكر لي أحد الإخوان من أسرة الغانم من آل أبو عليان أن الذي قتل عبد الله بن غانم ليس هو عبد المحسن المدلج، بل هو شخص آخر، والله أعلم.
وهذه وثيقة فيها غرابة ذكر فيها أن عددًا من التركي أهل العريمضي قد وهبوا فهيد آل عدوان نصيبهم من أرض لهم في خب العريمضي وأنه قبل الهبة، وأثابهم عليها مبلغًا معينًا من المال، وذلك يكون كالبيع، وربما كان والدهم أو أحدهم قد أقسم إلَّا تباع تلك الأرض بيعا فوهبوها لفهيد العدوان هبة صورية، من أجل التخلص من الشفعة.
والوثيقة مؤرخة في ٨ من شهر ربيع الآخر عام ١٢٨٤ هـ بخط سليمان