قالت: علامك تجنب الدار ... ما تمرنا مرة العبري
قلت: أخشى أنك بمسيار ... طالعة من البيت من بدري
أنا ما أقبل كثير أعذار ... لا تعذر لواحد يدري
له نكهة كنه الأزهار ... أو ريح أحسن العطر
له صوت كنه رنين أوتار ... يدقه واحد خبري
خلتني أنظم به الأشعار ... ومن قبلها ما اعرف للشعر
وصلاة ربي على المختار ... عدد ما غرد القمري
قال فهد بن عبد الله بن علي العرفج:
يا من تهيج بذكرها أشجاني ... فأنوح نوح الحائر الولهان
يا من لها دمعي يسيل مسلسلًا ... والقلب فوق مراجل النيران
لما رآها الحسن أطرق مخجلًا ... مما رأى من حسنها الفتان
حاولت كتمان الهوى عن عاذلي ... لكن دمعي يبتغي عصياني
يا ليل فيك مواجعي وتنهدي ... ياليل علَّمت البكا أجفاني
ينساب دمعي في ظلامك يا دُجا ... فغدوت مأسور الهوى بهوان
قالت وقد سلت سيوف جفونها ... فكأنها في الحسن بدرٌ ثاني
قالت وقد نشرت ذوائب شعرها ... فتراقصت نفسي من الهيمان
دع عنك ذكر العاشقين وليلهم ... واذكر أبا رافع العوبثاني
رجلٌ تقاصرت المدائح دونه ... وتعثرت كلمات كل لسان
رسمت على عينيه كل فضيلة ... فتلوح دومًا في أجل معاني
جمع المكارم كلها بشجاعة ... حتى غدا أعجوبة الأزمان