للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حدّثني سليمان العضيبي منهم قال: كنت فلاحًا في اللسيب في حالة من العوز شديدة، واضطررت أن أستدين من شخص لم يقبل أن يخبرني باسمه فاستدنت منه عيشًا أي قمحًا فلما وصلت إلى بيتي نظرته، فإذا هو فيه فلوس كثيرة، والفلوس جمع فلس وهو غلاف حب القمح، وكان كاله لي كيلا، والكيل ينقص إذا كان فيه فلوس، والعيش أي ذلك القمح رديء ثم كلته بنفسي بمكيال وهو الصاع استعرته من أحد جيراني فوجدته أنقص مما قال، حسبي الله عليه.

قال: ومرة استدنت منه ٢٥٠ ريالًا فأعطيته مائتين وبقيت عليَّ خمسين ثم اضطررت أن أستدين منه سبعين أخرى فحسبها علي مع الأولى ١٢٠ فقال أحد الحاضرين هذا لا يجوز لأن الخمسين أنت أخذت غايبتها سابقًا، ولا يجوز أن تأخذها مرة أخرى.

فقال: النّاس كلهم على هذا.

قلت للعضيبي: لماذا لا تحتج على ردائة العيش وسوء معاملته؟ فقال: الجوع، أنا جوعان وزوجتي جوعانه ولي بنية صغيرة مثلنا.

قال: ولما رأيت الأمر هكذا فررت للكويت وتركت الفلاحة ثم عدت إلى بريدة واشتغلت بالبيع والشراء حتى أغناني الله.

وهو الآن يملك بيتا بالأسمنت المسلح واسعًا في خب القبر شرقي بريدة حيث يسكن.