واحتجت حكومة الملك عبد العزيز في ٤ شعبان ١٣٦٩ هـ (٢١ مايو ١٩٥٠ م) وعقد مؤتمران لهذا الغرض، حضرهما مندوبون سعوديون وبريطانيون، أحدهما في لندن والثاني في الدمّام، وبعد أن استمر الثاني ثمانية أيام، سنة ١٣٧١ هـ (١٩٥٢ م) طلب الوفد البريطاني تأجيل اجتماعاته شهرًا، ووافق الوفد السعودي غير أن هذا الشهر لم ينته حتى الآن.
وأرسل الملك عبد العزيز أميرًا (مدنيًا) من أهل الرياض اسمه (تركي بن عطيشان) للنظر في شؤون البريمي، فنزل على مقربة من مقره قوة بريطانية مسلحة، سدّت في وجهه سبل التموين والاتصال بالخارج، وبدأت الطائرات تحوم فوق قرية (حماسا) التي نزل بها ابن عطيشان. .
وأبرق الملك إلى سفارته في لندن (٢٩ ذي الحجة ١٣٧١ هـ - ١٩ سبتمبر ١٩٥٢ م) أن تنقل عن لسانه رسالة شخصية إلى وزير الخارجية البريطانية، جاء فيها: لا يوجد شيء آلم لنفسي من أن تتأزم الحالة بيننا وبين الحكومة البريطانية لدرجة تهديدنا بالطائرات من حكومة يرأسها صديقنا المستر تشرشل ونائب الرئيس ووزير الخارجية صديقنا المستر إيدن، ثم يقول:(فلتكف الحكومة البريطانية عن السماح لموظفيها في الخليج بالقيام بهذا العمل العدواني، وإلا فسنضطر إلى إعلان ما حدث، وإلى رفع شكوانا إلى مجلس الأمن، والدفاع عن حقوقنا بكل ما نستطيع.
وأجاب إيدن في ١٩ محرم ١٣٧٢ هـ (٩ أكتوبر ١٩٥٢ م) يؤكد استمرار صداقة الحكومة البريطانية للملك عبد العزيز وللحكومة العربية السعودية، وأن طائرات السلاح الجوي قد أوقفت عن الطيران، وأنه صادق الرغبة في حل الخلاف بصورة عادلة وودية، ومستعدّ لسحب القوات من البريمي في الوقت الذي ينسحب فيه تركي بن عطيشان!