وعلى رغم أن أجهزة الإعلام، خصوصًا الغربية، اعتبرت هذا الكلام تحريمًا للعمليات الاستشهادية، إلا أن بعض الناس في الرياض اعتبروا أن كلام مفتي المملكة لا يعني الجزم بالتحريم بل يعني عدم العلم بجوازها ويلاحظ هؤلاء أن ما قيل عن فتوى تحريم لم يأت من هيئة كبار العلماء في السعودية ولا من مجمع الفقه الإسلامي، ما يؤكد عدم تأكيد التحريم.
وفي فتواه التي أملاها على أحد مساعديه قال الشيخ الشعيبي، "لا بد أن نعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازلة التي تحدث فيه فيجتهد العلماء على تنزيلها على النصوص والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف ( .... ) وأن العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله، إذا خلصت نية صاحبه وهو من أنجح الوسائل الجهادية، ومن الوسائل الفعالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء.
وأورد الشيخ أدلة من القرآن الكريم والسنة الشريفة ليؤكد جواز العمليات الاستشهادية، فمن القرآن أورد قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}.
ومن السنة النبوية يأتي الشيخ الشعيبي بالعديد من الروايات التي حدثت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في معاركهم ضد الكفار، منها قصة أنس بن النضر في معركة أحد الذي قال "مرحبا بريح الجنة" ثم انغمس في قتال المشركين حتى قتل.