وهذه وثيقة مداينة بين (عمر بن محمد العليط، وعبد الكريم بن حمد العليط) وبين الثريي الوجيه الذي صار أمير القصيم بعد ذلك مهنا الصالح (أبا الخيل).
والدين ضخم المقدار في ذلك الوقت، إذ هو أربعمائة وتسعون ريالًا فرانسه.
وأوضحت الوثيقة أن ذلك المبلغ هو ثمن الهدم الذي جاء لمهنا من ابن داعج.
وهذا يوضح طبيعة هذا المبلغ الكبير الذي لا يوجد نظيره في الكثرة ولا في عدم التوثق من الوفاء لأن مهنا الصالح لم يطلب رهنا بهذا الدين بحيث إذا لم يوفه العليط ما دينه يبيعه ويتقاضاه منه.
وذلك أنه دين استثماري بين تجار أغنياء وهم (العليط) ومهنا، كما يكون في الوقت الحاضر بين المصارف، وبين رجال المال والتجارة.
ولذلك أوضح أنه ثمن (الهدم) والهدم بكسر الهاء وإسكان الدال هو القماش الذي يتاجر به، وقد أدركنا الناس يسمونه بهذا الاسم، ثم صار يخصص للعباءات والمشالح
وقد كتبت هذه المداينة في شهر ربيع الأول من سنة ١٢٨٣ هـ وحلول هذا الدين بعد سنتين في ربيع الأول من عام ١٢٨٥ هـ.
مما يدل على أنه دين استثماري، وليس كالديون الأخرى الاستهلاكية وضخامة هذا المبلغ تدل على ضخامة ثروة الأمير مهنا الصالح أبا الخيل، وتدل أيضًا على رواج التجارة نسبيًا في بريدة في تلك الفترة.
والكاتب هو الشهير بالمُلا عبد المحسن بن محمد بن سيف، والشاهدان هما صلطان الرشيد - والرشيد بفتح الشين - وهو من الرشيد العمرو الذي لا يزال يقال لهم الآن (الرشيد) بدون ذكر العمرو، والشاهد الثاني سليمان آل حمد الصقعبي من أسرة الصقعبي المعروفة.
وتحتها وثيقة إلحاقية بخط الكاتب نفسه ولكن بشهادة شاهدين كبيرين هما الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ العلامة محمد بن عمر (السليم).