وهي ورقة مداينة بين سليمان العمر وبين ثري المريدسية، بل أكثر أثريائها في وقته وهو مسعود آل محمد الذي سيأتي ذكره عند ذكر أسرته (المسعود) في حرف الميم.
والدين كثير هو خمسة آلاف وزنة تمر، ولا يعقل أن يتملك رجل نخلًا أو يعمل فيه حتى يستدين على بعض ما ينتجه ذلك النخل بخمسة آلاف وزنة التي تساوي سبعة آلاف وخمسمائة كيلو من التمر، إلَّا إذا كان عريقًا في المنطقة، لأن التحول لمثل ذلك سواء أكان بتملك النخل عن طريق غرسه وهو الأكثر أو عن طريق شرائه، وهو الأقل يحتاج إلى جيل وجيلين، فدل ذلك على قدم وجود (العمر) في المريدسية، وأنه قبل زمن حجيلان.
والوثيقة مختصرة على كثرة الدين، بل ضخامته فيها، فهي تقول:
"أقر سليمان العمر أن عنده في ذمته لمسعود المحمد خمسة آلاف وزنة تمر: شقر ومكتومي يحلن بالموسم عام ١٢٢٨ هـ، والموسم هو موسم جداد النخل وصرامه، ويكون عادة أول شهر أكتوبر منهن ألف وزنة فاهقهن مسعود عنه من سنة ١٢٢٧ هـ.
شهد على ذلك كاتبه شملان بن زامل.
ومعنى فاهقهن عنه أن أجل ألف الوزنة المذكور كان قد استحق أن يدفعه سليمان العمر المسعود المحمد في عام ١٢٢٧ هـ. ولكن مسعود سامحه بأن يتأخر سدادها إلى عام ١٢٢٨ هـ.
والكاتب شملان بن زامل معروف لنا بأنه من أهل ذلك الزمان الذي هو العقد الأول إلى الثالث من القرن الثالث عشر، إذ وجدتُ كتابة له بإملاء الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة إلى عام ١٢٣٣ هـ وتقدم ذكر ذلك في رسم البراك أهل الصباخ من حرف الباء.