يطلبها يرد عباءته عليه، وهي تدعوه لضيافة غير شريفة في منزلها، فلم ير بدًا من البعد عنها مرة أخرى ووقف بعيدا يرقب الشارع القريب فرأى رجلا من أهل البلد فسلم عليه وشكا إليه سوء أخلاق المرأة المتطفلة عليه دون سبق معرفة، فقال العراقي أشكها إلى مركز الشرطة، قال: لا أريد الفضيحة لها وإني أريد عباءتي فتبسم العراقي وسأله من أي بلد هو؟ قال من نجد، قال العراقي من أي بلدان نجد أنت؟ قال من بريدة، قال العراقي: أعرف بريدة لقد زرتها في طريقي إلى مكة المكرمة للحج، وأعرف أناسًا من أهلها يأتون إلى العراق للتجارة ولا بأس عليك.
وذهب العراقي ووبخ المرأة قائلا: هذا غريب وقد أبتلي بك فهاتي عباءته أعيدها له يذهب إلى شغله فخافت وردت عباءته فأخذها وقرر أن يبتعد عن حيها إذا قدم البصرة، وذهب في طريقه وهو يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا الله ونعم الوكيل (١).
وفي الختام هذه قصيدة قالها الشاعر مشوح بن عبد الله المشوح في أسرة العمري بعنوان:(يا أسرة العمري):
من أي أبواب السعادة أدخلُ؟ ! ... وبأي شعرٍ رائقٍ أتمثل؟ !
وأنا أري العمري أشرق نورهم ... فأضاء مجلسنا بهم والمحفلُ
وسري إلينا من عبير إخاءهم ... وورودهم عطرٌ زكيٌ مذهلُ
وهمي علينا من سحائب حبِّهم ... ووفائهم غيثٌ كريمٌ يهطلُ
وكأنما خُلِقُوا لإسعاد الورى ... فجميعُ من لاقيت عنهم يسألُ