يا لزوج في قلبها حسرات ... تتلظى ما أعقب الملوان
جدد الدهر شجوها فهي ... لا تنفك ترنو بمدمع هتان
وإذا الباب صر هبت تنا ... جيه خيالًا للشائق الولهان
كل شيء في الدار يذكرنيه ... فله فيه لمسة الفنان
يا سقى الله أزمنًا حلوة الذكـ ... رى ورجعي رجعي لذاك الزمان
* * * *
في الزنازين نحن جيران صدق ... لهف نفسي لرؤية الجيران
حجبتنا عنكم حوائط صمّ ... وقلوب في قسوة الحيطان
قد ألفنا فيها المذلة لكن ... هل يسيغ الأحرار طعم الهوان؟ ؟
ولأجل الكبير يغدو قليلًا ... كل ما تستطيعه قوى الإنسان
هذه دورنا ركنًا إليها ... نحن فيها كأسعد السكان
لا نرى شمسًا ولا زمهريرًا ... فلنا في الحالين وصف الجنان
ولأجل الكبير يصبح عذبًا ... ما تناهي مرارة باللسان
يالصوت الأذان من كل بابِ ... لحن خلد ينساب في الآذان
* * * *
ولنا هجعة من النوم فيها ... من أعاجيب ما ترى العينان
نتراءى فيها النبيين حقًّا ... وطيوف الأصحاب والخلان
ونلاقي الأموات قد نشروا فيها ... وألقوا بوالي الأكفان
إيه يا والدي الحبيب سلام ... يتلقاك من أعالي الجنان
كم رأينا أئمة الحق والصبـ ... ـر وأهل الجهاد في الميدان
* * * *
خالد في السجن الطويل رفيقي ... يا رفيقي صبرًا على الحدثان