الثاني: جانب الإرادة والقصد، جانب العمل والأداء والممارسة.
الإنسان ما هو إلا علم وعمل، والشريعة بل الرسالة السماوية كلها جاءت لإصلاح هذين الأمرين، إصلاح نظر الناس وعلمهم وتصوراتهم عن الأشياء بحيث تبدو صحيحة، وإصلاح أعمالهم بحيث تكون متوافقة مع العلم الصحيح، هذا هو مدار الأمر.
قبل أن نسترسل في هذا الجانب، دعونا نقف قليلًا مع بعض الإحصائيات التشخيصية المتعلقة بواقع الأمة الإسلامية.
رجل من كبار المستشرقين، بل هو عميد المستشرقين (برناند لويس) كتب مجموعة من المؤلفات قديمة وجديدة عن الإسلام والمسلمين، لكن من آخر ما كتب (تأثير الغرب ورد فعل الشرق الأوسط)، وهنا تقرأ هذه المجموعة من الإحصائيات:
- المسلمون ربع سكان العالم، ولكن حصتهم من الثروة العالمية تقل عن (٦ %).
- ثلثا فقراء العالم الذين يعيشون بأقل من دولارين يوميًا هم من المسلمين، وهذه النسبة (نسبة الدخل للفرد المسلم) تنخفض بمعدل (٢ %) سنويًا، وهو أكبر انخفاض يقع للفرد فيما يسمى بدول العالم النامي.
- لا يوجد بلد إسلامي واحد بين البلدان الثلاثين التي صنفت على أنها أغنى ثلاثين دولة في العالم.
- من بين منتجات الدول المميزة في كل مجالات الإنتاج هناك خمسة آلاف منتج تعتبر مميزة ولا يوجد واحد منها من بلد إسلامي.
- إذا ما استثنينا النفط، والكافيار (بيض السمك) والسجاد الإيراني، فإن الدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لا تقدم