ومن شعره أيضًا:
ربّاه عبدك مذنب قعدت به ... آثامه .. فهو الأسير الموثق
إن لم تداركه بسابغ رحمة ... فخساره بين الأنام محقق
عندما حصل حادث أليم أودي بالعديد من أنساب الشيخ من آل البقيشي، وكان من ضمن المتوفين عبد الرحمن بن الشيخ سلمان العودة، وقد توقع الناس - خاصة بعد تأخر الصلاة عليه لبضعة أيام - أن الشيخ سيشارك الناس في حضور جنازة ابنه، ولربما تسلل هذا الخاطر إلى نفس الشاعر أيضًا، فنظم الشيخ سلمان العودة هذه المرثية رثاء ابنه:
وداعًا حبيبي لا لقاء إلى الحشر ... وإن كان في قلبي عليك لظى الجمر
صبرت لأني لم أجد لي مخلصًا ... إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
تراءا لك عيني في السرير موسدًا ... على وجهك المكدود أوسمة الطهر
براءة عينيك استثارت مشاعري ... وفاضت بأنهار من الدمع في شعري
وكفاك حينًا تعبثان بلحيتي ... وحينًا على كتفي وحينًا على صدري
أرى فمك الحلو المعطر في فمي ... كما اعتدت هذا الحب من أول البر
تحاصرني ذكراك يا ساكن القبر ... وتجتاح أعماقي وإن كنت في الإصر
أراك جميلًا رافلًا في حريريةٍ ... بمعشبة فيحاء طيبة النشر
وتفرحني أطيافك الخضر إن بدت ... مضمخة، شكرًا لأطيافك الخضر
وألعابك اشتاقت إليك وهالها ... غيابك عنها ميت وهي لا تدري
يتامي يكسرن القلوب هوامد ... ولما يصل أسماعها فاجع السر
حبيبي في شعبان ألفيت زائرًا ... طروبًا إلى لقياي مبتسم الثغر