قلنا: إنهم جاءوا إلى بريدة من المجمعة أول من جاء منهم إلى بريدة محمد العبيد ويلقب غضية فغلب هذا عليهم، ونسي اسمهم الأول العبيد، وكانوا قدموا إلى المجمعة من وادي الدواسر، ولم يطل مكثهم في المجمعة وإنما تركوها إلى بريدة.
ومحمد الغضية الذي قدم إلى بريدة هو جد الشيخ علي بن عبد الرحمن الغضية فهو الشيخ علي بن عبد الرحمن بن محمد الغضية هذا، ومعه ابنه عبد الرحمن والد الغضية.
ومنهم الشيخ علي بن عبد الرحمن بن محمد الغضية شغل عدة وظائف قضائية، ومن طرائف الشيخ علي بن عبد الرحمن الغضية أنه صلى صلاة الغائب على زميله الشيخ عبد الله بن عبد العزز العقيل، وذلك أنه وصل خبر إلى جزيرة فرسان، وكان الشيخ علي الغضية يتولى القضاء فيها، أن الشيخ عبد الله بن عقيل قد مات، وكانوا يريدون شيخ القرية الذي هو في نجد بمثابة الأمير لها ولكنهم في نجد لا يسمون بالشيخ إلَّا طالب العلم الكبير.
فاعتقد الشيخ علي أن الذي مات هو الشيخ القاضي عبد الله بن عقيل وهو من أهل عنيزة فصلى عليه صلاة الغائب، وبعد فترة وجده عند الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد في جازان فقال له علي الغضية: أنت ما مت؟ وش اللي جابك وأنا مصليّ عليك؟ لكن اسمع ترى إن أكلك ذيب أو غرقت ببحر ولا لقيت جثتك تراك مصليَّ عليك! ! !
ولم يكن الشيخ علي الغضية يهتم بزوائد أمور الدنيا ولا يدقق فيها.
كان قاضيًا في هجرة القوارة عند الفردة من أهلها فأعطاه ابن هديب أميرهم أرضا وأعطى أعرابا آخرين أراضي بجانبها فأحاطوا بأرضه وسدوا عليها المنافذ فقرر أن يبيعها على أحد جيرانها فاجتمع عنده جيرانها وصاروا يزيدون في ثمنها حتى وصلوا سبعة آلاف ريال وهم على استعداد للزيادة، فقال: قفوا، بس لا تزيدون ما نبي أكثر من هذا.