فالتفت حجيلان إلى أولئك القوم وقال: اسمعوا، إن نساؤكم يجب أن تصونوهن في بيوتكم حتى لا يتطلع إليهن أحد، أما ابن عضيد فوالله لو أن الشرع يبيح لي إني أزوجه بعشر زوجات إني لأزوجه بهن حتى انهن يجيبن عيال يصيرون مثله بالشجاعة وينفعون بلدنا.
وشعر ابن عضيد يحتاج إلى توضيح لأنه نظم بلغة شعرية قديمة، فهو يقول: لي ديرة - يعني بريدة - مانيب فيها فداوي أي ليس عملي فيها (فداوي) والفداوي هو رجل الحاكم الذي يحصل على رزقه مما يكون من المتخاصمين مما يفرضه الأمير، وقد شرحت هذه اللفظة بأبسط من هذا في كتاب (كلمات قضت).
وقوله: ولا أتحرى من هله لبسة العيد، أي لا أتوقع من أهلها كسوة يعطونني إياها في يوم العيد.
وكسوة العامل أو نحوه يوم العيد عرف كان شائعًا عندهم ولكنها قليلة تتماشى مع الأحوال الاقتصادية في ذلك الزمان، ويقول ضمنا: إنه هو يكسو نفسه من كسب يده للعيد، وليس الناس هم الذين يكسونه.
وقوله: يا كود خلط الدرج الخ، هذا استثناء من قوله إنه ليس (فداويًا) ولا ينتظر لبسة العيد من أحد إلا أن عمله خلط الدرج وهو رصاص البندق، والشفاوي من ملح البارود - نسبة إلى الشفا بفتح الشين - في أعلى عالية نجد، أما قوله: أفعالهم صارت سوالف قهاوي، فهو ظاهر المعنى غير أن الذي يحتاج إلى إيضاح هو قوله: وأفعالنا شربوا عليها المقاصيد، فالمقاصيد: جمع مقصاد وهو إناء صغير يشرب فيه الماء ذكرته في المعجم الكبير: (معجم الألفاظ العامية).
والمعنى العام هو أنهم شربوا الماء عليها بمعنى نسوها ونسيها الناس كأنها لا أهمية لها.