أصل بلدة عشيرة آل مفدا (أشيقر)، إحدى بلدان الوشم، فنزح والده وجده منها وسكنا في مدينة بريدة في القصيم.
وُلد المترجم في مدينة بريدة، وذلك عام ١٢٧١ هـ ونشأ نشأة صالحة مع الزهد والتقى والعفاف، ثم شرع في طلب العلم، فأخذ عن علماء بلده، ومن أشهر مشايخه: الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ سليمان بن مقبل، ثم سافر إلى الرياض للتزود من أهل العلم، فأخذ عن العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وعن ابنه الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف حتى أدرك، لا سيما في التوحيد، فقد حقّقه ودقّقه.
وقد عُرض عليه القضاء فرفضه حبًّا للسلامة وبعدًا عن المظاهر.
وكان زاهدًا ورعًا صالحًا، وما يُحدَّث عنه يدل على تغليبه جانب الخوف على جانب الرجاء، ولذا ابتعد عن الملوك والأمراء وعامة الناس وخاصتهم إلا قلة يحسن فيهم الظن، فصار بسبب هذه الشدة عداوة وبغضاء سببَّت له النزوح من بلده إلى المجاورة في بلدة عنيزة، وكل هذه الأمور والخلافات التي صارت بين طائفة وأخرى، ذهبت - ولله الحمد - وصار الناس أمة واحدة بفضل الله تعالى، ثم بفضل هذه الحكومة الرشيدة التي قضت على أسباب الخلاف في جميع سبله وطرقه.
ألَّف المترجم رسالة مختصرة مفيدة عن (المداينات المحرمة) من قلب الدين والسلم الممنوع، لا تزال مخطوطة.
وكان هو إمام أحد مساجد بريدة الشرقية، وكان ملازمًا في هذا المسجد، ويأتيه الطلاب للأخذ عنه، فكان ممن أخذ عنه واستفاد: