كما عرضت على الشيخ صالح البليهي وظيفة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وذلك يعتبر ترقية له وتقديرًا لعمله، لأنه ممن طلب العلم على المشايخ من آل سليم وغيرهم وليست لديه شهادة عالية رسمية، وكان يدرس آنذاك في معهد بريدة العلمي الذي هو معهد ثانوي فرفض ذلك، مؤثرًا البقاء في المعهد في بريدة على السفر للتدريس في الكلية، وكنت اتفقت مع الشيخ عبد العزيز بن باز عندما كان يشغل وظيفة رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكانت وظيفتي تلي وظيفته مباشرة فيها وهي (الأمين العام للجامعة) إذ لم يكن هناك في الجامعة وظيفة نائب رئيس ولا وكيل للجامعة أو مديرها بأن يعين الشيخ صالح البليهي أستاذًا في الجامعة فكتبنا إليه بذلك فاعتذر مؤثرًا - أيضًا البقاء في معهد بريدة مدرسًا على الانتقال إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أستاذًا جامعيًا فيها.
وللشيخ صالح البليهي مؤلفات عديدة منها: السلسبيل في معرفة الدليل، وهو حاشية على زاد المستقنع في الفقه، في ثلاثة أجزاء طبع أكثر من مرة وانتفع به طلبة المعاهد العلمية.
وقد قرضه شقيقي الشيخ سليمان بن ناصر العبودي بأبيات من الرجز طبعت في مقدمته، وأخي سليمان أحد تلاميذ الشيخ صالح البليهي، وهذا نص أبياته وما كتب قبلها مع ذلك الكتاب المطبوع:
تقريض الشيخ الفاضل سليمان بن ناصر العبودي أحد أعضاء محكمة بريدة الكبرى في وقته لما سمع بعض مواضيع من حاشية زاد المستقنع فجادت قريحته بما يلي:
بدا لنا اليوم كتاب الزاد ... متضح الأعلام للقُصَّاد