ومن الطريف فيما يتعلق بأسرة الفضيلي هذه أنني بعد أن رأيت اسمها في الوثائق أردت أن أعرف المعاصرين منها فلم أهتد إلى ذلك، وسألت فأكثرت السؤال فقال لي أحد العارفين بمثل هذه الأمور وتبين أنه ليس عارفًا بحال هذه الأسرة: إنها أسرة منقرضة واقتنعت بذلك أو كدت اقتنع، ولكنني بينما كنت في بيتي في الرياض قادمًا من مكة المكرمة لمدة يومين جاءني طفل من أطفالنا يقول: إن رجلًا عند الباب، فلما فتحته رأيته شابًا مهذبًا قال لي بعد السلام والتحية الرقيقة: نحن من مصلحة الإحصاء ومعنا استمارة يملأها كل صاحب بيت، ولكن إذا رأيتم إغفال بعض فقراتها فذلك راجع لكم.
ثم قال: أرجو أن أعود بعد صلاة العصر وكان الوقت صباحًا فأجدكم كتبتم عليها ما كتبتم وأخرجتموها من تحت الباب قبل وصولي حتى آخذها بدون أن أزعجكم.
فلما أراد الانصراف قلت له: ما اسمك؟
فقال: الفضيلي!
قلت: من أي بلد؟
قال من بريدة.
قلت له: أحسنت لقد كفيتني شر غلطة سوف أكتبها وهي أنكم أسرة منقرضة.
فابتسم، وقال: نحن بالفعل كدنا ننقرض ولكن بقيت منا بقية قليلة.