ومما يؤكد أن مقبرة فلاجة كانت في أول القرن الرابع عشر في مكان كان للفلاج هذه الوثيقة التي تقول: إن عبد العزيز العثمان بن فلاج قد استدان دينًا من محمد الرشيد الحميضي وأرهنه بذلك عمارته بسعة الله، وسعة الله هي الناحية الواقعة إلى الجنوب من مدينة بريدة القديمة كانت تفصل بينها وبينها مسافة من الفراغ، والآن دخلت في عمران مدينة بريدة.
وهذه الوثيقة مؤرخة في ٢٤ ربيع الثاني من سنة ١٣٠٧ هـ بخط عبد الله آل حنيشل، وشهادة عبد الله الراشد بن عبيدان، وفلاجة واقعة بالفعل في (سعة الله).
أما الآن فقد غمرتها عمارة بريدة فاحتوتها وتجاوزتها، ولكن لا تزال المقبرة موجودة مسورة، وإن كانت قد امتلأت منذ دهر وصار الناس يقبرون موتاهم في مقبرة (المطاء).
إلا أن الذي يشكل في الموضوع أنه ذكر أن الرهن في سعة الله هو لعمارة عبد العزيز الفلاج في (سعة الله)، والعمارة تدل على أن عبد العزيز الفلاح المستدين لا يملك ذلك النخل المرهون، وإنما هو يفلحه وهو مملوك لغيره، فهم يقولون في خلاف رهن العمارة: ورهن بذلك أصل نخله، أو رهن نخله جذعه وفرعه الخ.
وقد فسرت الورقة (عمارة) ابن فلاج في سعة الله بأنها ثلثين المقطر والحايط كل ثمرته وزرعه بـ (سعة الله) وجريرته ورغبته وناقتين حمراء وزرقاء والبقرة السمراء.
ودلت الوثيقة على أن بعض الأشياء الخاصة بالمستدين وهو عبد العزيز الفلاج كانت مرهونة، من قبل العبد الله بن راشد العبيدان، الذي تخلى عن رهنها بالاتفاق مع الدائن محمد الرشيد الحميضي ولذلك قال:
وذلك بعدما أطلق عبد الله الرشيد لمحمد (الحميضي) الرهن، وهذا الإطلاق هو بين الدائنين ابن عبيدان والحميضي، أما الدين فإنه لم يتغير منه شيء.