يا وافي الردفين والوسط خالي ... حملتني حملٍ ثقيل ولا أطيق
عليك أنا قلبي يجول أجتوالِ ... راح الدهر وانا بروس الشواهيق
أحن وارزم واجتلد من هبالي ... يا الله دخيلك عن تردي التوافيق
با واحدٍ فوق السموات عالي ... تلمني وأياه يا فارج الضيق
يبي يركّض بي على كل مرقاب ... والى يولولح بي يمين وشمال
ان همت لي دربٍ ركض وأغلق الباب ... أمنت بالرحمن منشي الخيال
اشكي عليك الحال يا رب الأرباب ... يا واحدٍ فوق السموات عالي
تفرج لمن راسه يكسِّر بمشعاب ... يمشي جبر لو كان دربه ميالِ
صلاة ربي عد ما هل سكاب ... على نبي عدَّ رمل السهال
وقال حمد بن عبد العزيز الفهيد في الشكوى إلى الله:
يا الله يا حلَّال عسرات الأنشاب ... تحل عن وسار غبر الليالي
يا الواحد الفرد الصمد رب الأرباب ... يا مالك المعبود تلطف بحالي
اجاوب السرحان واجيب ما جاب ... وأنوح نوح الورق مما جرى لي
مما جرى لي شبت والراس كد شاب ... وأسباب ما بي من سبايب ( .... )
دليت أعالج سبعة أشهر ولا طاب ... لاهوب لاصاحي ولا به هبالِ
ارتاع لي راح السِّفَر والشفق غاب ... وأفرح الي جا الصبح ينساح بالي
ان جيت ابي أدله ساعةٍ بين الأصحاب ... يرتز ملعون الخاين قبالِي (١)
وحمد بن عبد العزيز الفهيد إلى كونه شاعرًا مجيدًا فإنه إخباري متقن يحسن اختيار الأخبار وصوغها في قالب جيد متصل، وكنت أستريح إلى الجلوس عنده واستفيد من أخباره، ولكن كان ذلك بصفة نادرة لأن مجيئ إلى بريدة حيث يقيم قصير لا يتعدى أسبوعًا في العام في المتوسط، ففقدت بذلك
(١) ملعون اللخاين: إبليس لعنه الله.