الناس وقتل كثير منهم حتى إن الذي يمتنع عما يطلبونه منه من المال يقتلونه.
ومنهم (حسين بيك) هذا الذي خرج إلى نجد في عام ١٢٣٦ هـ ذكره بذلك عدد من المؤرخين منهم الشيخ إبراهيم بن عيسى، ولذلك عندما فرض حسين بيك على نخل الفيروز في الصباخ خمسين ريالًا فرانسه وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت لم يكن لديهم المال، وكان عبد الله بن رواف بحكم قرابته للفيروز أو حتى بحكم ولايته إذا كانت له ولاية شرعية عليهم ملزمًا أدبيًا بدفع هذا المبلغ عنهم، فاقترضه وهو خمسون ريالًا من صديقه عمر بن عبد العزيز بن سليم.
ودفعه لرجال حسين بيك، وبعد ذلك باع على عمر بن سليم النخلات الخمس من ملك ابن فيروز بخمسين ريالًا هي التي كان استلفها من عمر بن سليم.
ولذلك أعطاهم عمر بن سليم الخيار - كما هو مذكور بالورقة إلى عيد الأضحى من عام ١٢٣٧ هـ الذي لم يكن حان من قبل، إن أحضروا الريالات الخمسين أخذها وبطل البيع، وإلا فالبيع لازم.
وهذه الواقعة شاهد من شواهد كثيرة على ما كان ابتلي به أهل نجد بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، فقد ظلمهم جنود إبراهيم باشا وضباطه فصاروا يقتلون من يعارضهم أو لا يستجيب لمطالبهم، ويفرضون الغرامات على الناس ظلمًا، والغريب أننا لم نسمع أن أحدًا قاومهم أو امتنع عن بعض ما كانوا طلبوه منه، كما ذكره المؤرخون.
ثم وجدت بعد كتابة ما سبق وثيقة بخط الشيخ عبد الله بن صقيه مؤرخة في جمادى الآخرة من عام ١٢٣٦ هـ توضح المقصود من رمية حسين بيك أي الغرامة أو المال الذي جعل على نخل ابن فيروز مما فرضه حسين بيك عليه.
وتذكر صراحة أن عبد الله بن رواف استدان مبلغ الخمسين ريالًا يحل أجلها طلوع شوال ١٢٣٦ هـ أي انسلاخ ذلك الشهر عام ١٢٣٦ هـ.