العارف المتواضع، الأخ في الله، والمحب فيه إبراهيم بن عبد العزيز الفيز رحمه الله تعالى.
فقد كان يعلم الأولاد القرآن الكريم، ويلزمهم قراءته بتجويد وإتقان وفهم المعانيه، وحفظ عن ظهر قلب لما تيسر من سوره وأجزائه، وقد فرَّغ نفسه التعليم كتاب الله وما أهم من أصول الدين والأحكام.
وقد اتخذ الوقت المناسب لرغبة المتعلمين، وحبس نفسه من أجل اكتساب الطلاب العلم في أوقات فراغهم، لأنهم كانوا آنذاك يشدون أزر أوليائهم في مزاولة الأعمال التي يكتسب منها الأقوات، إما في التجارة أو في الصناعة، أو في النجارة، أو في الزراعة، أو في سائر الحرف، فصار لابد من اختيار الوقت الذي تمكن منه الأولاد للحضور والتعلم.
وقد اكتسب الطلاب الذين كانوا يتعلمون عليه علم قراءة القرآن وحسن التلاوة وتجويدها، وحفظ بعض السور عن ظهر قلب مع مبادئ أصول الدين، وأحكام الطهارة والصلاة، وما أهم من العلوم الأخرى في العبادات.
ولهذا الرجل خدمة جليلة إضافة إلى التعليم وهي تسخير قلمه بالكتابة لما يلزم الناس، ويحتاجون إليه، ويرغبون فيه.
وله الذكر الحسن في المجتمع ولدى مجاوريه وأقاربه والعارفين به، والعاملين له، وذلك لما يتمتع به من مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، والتعفف عما في أيدي الناس، والتواضع وحسن المعاشرة، والأنس به في الاجتماعات العامة، والتباحث مع الآخرين لما فيه النفع والانتفاع، وهو مقبل على العبادة، ومتفرغ لها، ومواظب عليها، ومنهض همم غيره لها، وحاثَّ عليها.
وفي عمله المتقدم ذكره محتسب به، يرجو الثواب عليه من الله عز وجل.
توفي رحمه الله عام ١٤٠٩ هـ وجهز وصلي عليه في المسجد الجامع