للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان القرزعي مشهورًا ببيع القهوة والهيل والسكر والشاي في متجره، يقصده الناس لمسامحته في البيع والإمهال من لا يستطيع الدفع نقدًا.

ومنهم سالم ... القرزعي قدم إلى عنيزة من الرس وكان فقيرًا يقصد العمل هناك، فاشتغل في فلاحة لابن بسام في عنيزة.

وفي يوم من الأيام كان شديد البرد وقد شعر أن إحدى السواني وهي النوق التي تسني أي تخرج الماء من البئر قد أصابها برد لأنه ليس على جلدها وبر فخلع عباءة له كان يتدفيء بها من البرد ووضعها على الناقة يريد تدفئتها بها، ولم يكن يظن أن أحدًا يراه، ولكن ابن بسام أي الذي كان يعمل عنده وهو صاحب النخل والإبل رآه فلم يقل له شيئًا، إلى أن جلس معه بعد ذلك وقال له:

وآسفًا بك يا سالم!

فانزعج سالم من هذه الكلمة، وقال: وراه يا عم؟ عسى ما أناب مسبوب عندك؟

فقال ابن بسام: لا ما أحد سبك عندي ولا عند غيري، ولكن أقول: وآسفًا بك تبي تروح وتخلينا!

فقال سالم القرزعي: أبدًا والله يا عم، والله ما أروح عنك. هو أنا أبي ألقي أحد أزين منك اشتغل عنده؟ وكان كل منهما مطمئنًا للآخر.

فقال ابن بسام: معي علم يا ولدي أنت ما أنتب رايح لغيرنا ومخلينا، لكن أنا شفتك وأنت تأخذ العباءة من ظهرك وتحطها على ظهر الناقة، وعرفت أنك نصوح والنصوح الله يرزقه ويغنيه، وإلى استغنيت عنا خليتنا.

قالوا: وقد صدق حدس ابن بسام هذا، فقد رزق سالم القرزعي بعد ذلك رزقًا واسعًا وترك العمل عند ابن بسام وصار من الأثرياء في عنيزة.

ومنهم اللواء الركن صالح بن عبد المحسن القرزعي قائد المنطقة الشمالية الغربية من المملكة.