الجواب: الحمد لله رب العالمين، المنفي بكلمة الإخلاص حينما يقول المسلم:"لا إله إلا الله" هي الآلهة الباطلة فقط لقول الله عز وجل: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ}[البقرة: ٢٥٦] وقوله: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}[الصافات: ٨٦] ولقوله عز وجل {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[مريم: ٤٨] ولقوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: ٢٦ - ٢٧]، فلا يجوز لمسلم أن يعتقد في قلبه أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام تبرأ من معبوده الذي فطره بقوله:{إِنَّنِي بَرَاءٌ}، ثم أثبته بقوله:(إلَّا)، وهذا الاعتقاد لا يكون من مسلم عرف هذه الكلمة ومعناها، والحق الذي يجب اعتقاده أن الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تبرأ من كل ما كانوا يعبدونه سوى الله سبحانه، والإله الحق جل وعلا ليس داخلًا في النفي، والمستثنى ليس داخلا في المستثنى منه، لأن المستثني مغاير للمستثنى منه لأن (إلا) قد ترد بمعنى (غير) كما في قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢] كما في حديث الاستفتاح: (سبحانك اللهم ... ) إلى قوله: (ولا إله غيرك) وأعقبت (غير)(إلا) في هذا المحل وهي تفيد مغايرة ما قبلها لما بعدها بالذات، كما إذا قلت: جاءني رجل غير زيد، وفي الصفات كقولك:(خرجت بوجهٍ غير الذي دخلت به).
فبهذا تعلم أن من قال أن المثبت داخل المنفي، أو أن المستثني داخل في المستثنى منه فهو جاهل ضال مبتدع، وحاشا المسلم الذي يعقل ما يقول أن يتوهم دخول (الإله الحق سبحانه) في اسم (لا) بل الواجب على المسلم إذا قال: (لا إله) أن يعتقد في قلبه نفي جميع ما يعبد من دون الله سوى الله عز وجل لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[الحج: ٦٢](فلا) في كلمة الإخلاص نافية للجنس، وخبرها المرفوع محذوف