برد النظام الجديد الذي أريد إدخاله في جيوش الدولة".
وساق القصيمي هذه الحادثة "ليدل بها على الهوة السحيقة التي سقط فيها الناس من جراء فهمهم التوكل بحيث صار أحد الأمراض الاجتماعية النفسية الإعتقادية التي تألبت عليهم حتى سلبوا الحول والقوة".
ثم أبان تأثير الفهم الخاطئ للتوكل في العقلية الإسلامية والقوة الإسلامية عامة مؤكدا أن الأمم الجديرة بالكرامة هي التي توجد حياتها بنفسها وأن الإنسانية هي التي بنت الحياة والمجتمع وسخرت الطبيعة دون أن يعينها معين أو يشاركها مشارك، قال:
"تطايرت هذه الآراء والأقوال في الكتب التي خلفها هؤلاء تطايرًا لم يستطع وقفه ولا تحديد مداه، ثم فاضت من الكتب على الألسنة والعقول والأوهام وزخرت بها البيئات والمجتمعات الإسلامية وشدا بها كل لسان وأشربها كل قلب، فأفسدت روح العمل وحبه، والاعتداد بالنفس والتعويل عليها ثم انجلت في النهاية عن أمم اتكالية عاجزة لا تستطيع أن تستقل بأمر من أمورها الصغيرة أو الكبيرة، فهزمت هزائم ساحقة في كل الميادين، وصاروا أتباعا في كل شيء، محتاجين في أقل شئونهم إلى من يكون إليه القيام به وإلى من يتوكلون عليه، مستسلمين لما يقوله ذلك الغير ولما يفعله، معترفين له بالعجز والضعف.
ويضرب لنا القصيمي مثلا علميًّا حيًّا لسوء فهم العامة لمعنى التوكل والأسباب والمسببات فيقول:
"يصادف وأنت تسير في الأحياء الوطنية، الحين بعد الحين، هذان البيتان من الشعر الركيك، مكتوبين على المتاجر والمصانع: