ومنه وثيقة بخط (لبيدان بن محمد) مؤرخة في ١٠ شعبان من عام ١٢٦٤ هـ أي قبل مقتل الدائن فيها وهو علي الناصر (السالم) بسنة واحدة.
وقد صورها بإثبات شهادة فهد الحوشان، وقال: شهد عندي، والعادة ألا يقول مثل هذه العبارة إلَّا شيخ، أو طالب علم أو قاض أو نحوه.
والمستدين هو صالح آل غدير وذكر أنه من أهل النصية والذي نعرفه أن (الغدير) هؤلاء هم من أهل النبقية، ومنهم أناس معاصرون، والنصية روضة في شرق القصم تزرع قمحًا، وقد يبذر فيها القمح بعلًا أي على السيل من دون سقيه من بئر أو نحوها.
والدين في الوثيقة نوعان فهو ثلاثة أريل وستة عشر صاع ذرة عوض ريال، أي يكون مجموع الدين أربعة أريل، ومع قلة الريال في عرفنا الآن فإنه كانت له أهمية عندهم حتى إن الدائن وهو علي الناصر جعل للمدين الخيار بشأن هذا الريال الذي ساوت قيمته ستة عشر صاع ذرة، ويساوي ذلك بالوزن ٤٨ كيلوقرام من الذرة وذلك مبلغ له اعتباره في ذلك الزمن الذي كانت الحالة الاقتصادية متدنية فيه، فأعطاه الخيار إلى دخول رمضان من عام ١٢٦٤ هـ إن كان جاب الريال أي أحضر الريال للدائن سقط عنه أي يزال من ذمته ثمنه من الذرة وهو ستة عشر صاعا من الذرة وإلَّا لزمت ذمته.
أما الريالات الثلاثة فإنها لازمة، ولكنها مؤجلة يحل أجلها في شهر ذي القعدة من عام ١٢٦٤ هـ.
وقد أوضح لبيدان الكاتب بأن شهادة فهد بن حوشان كانت بحضور أو بشهادة شاهد آخر هو (محمد المطوع) ولا أعرفه بالضبط.