للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قالوا وتمكن من ابن ليفة فسحرنه، ففقده صاحبه وهو ابن خاله وتأخر أيامًا يبحث عنه حتى أيس منه وعاد إلى بريدة.

فسأله خاله عنه فذكر أنه فقد ولم يجد له أثرًا فلما علمت زوجته بذلك طلبت من خاله أن يحضر لها رجلًا نبيها جميل الصورة فاشترت له راحلة وأعطته نقودًا وقالت له: أسمع إن زوجي ابن ليفة لا يضيع من تلقاء نفسه أو يضيع أصحابه ولكنه جميل الوجه ولا بد أن بعض الساحرات استولين عليه فاذهب إلى مكة وإذا وجدته أعطيتك جائزة كذا وكذا.

فذهب الرجل إلى مكة وجعل يغشى أماكن اجتماع ذوي الريبة حتى رأته امرأة فدعته إلى بيتها فوجد طائفة من النساء وأحضرت له إحداهن فنجانا من القهوة كانت وضعت فيه سحرا - كما قالوا - فطلب منها أن تحضر له ماء للشرب، واستغفل واحدة كانت موجودة ثم سكب فنجان القهوة تحت جيبه وشرب الماء.

فقالت إحداهن:

نظن أنه قد ضاع عقله، ثم استمر معهن على ما أردن وهو يراقبهن حتى دخل من بيت إلى بيت فيه ابن ليفة وكان ذاهب العقل إلَّا أنه صحيح البدن.

قالوا: فاحتال الرجل على النساء حتى سرق نقودًا لهن عند خروجهن من البيت كل ذلك وهو يتظاهر بأنه لا يعقل شيئًا من أمرهن.

ثم أظهر أمره لهن وطلب منهن أن يرفعن سحرهن عن ابن ليفة وإلَّا أخبر أمير مكة بأمرهن، وكان قد واعد صديقًا له من رجال الأمير فرفعن السحر عن ابن ليفة فنقله إلى أهله معافي وأنشد ابن ليفة هذه القصيدة:

هكذا حدثني بشأنه عبد الرحمن النويصري من أهل الصباخ ويلقب (العيش) قال ابن ليفه: