الرياض حظكم زين جاب الله لكم ابنها الحلال، صاحب ديانة وابن حمولة، وأهله فيهم طلبة العلم.
قال: فانطلقوا معي وتبين أنهم كانوا قد انكمشوا مني، بسب عدم تيقنهم من درجة تديني.
قال: وقد كسبت كثيرًا من عملي في الساعات آنذاك.
ومن الطريف أن الملك عبد العزيز آل سعود كان قد أتى لتفقد قصر يبنيه الستاد ابن ماضي فأراد أن يداعبه ويداعب عمال الطين الذين اشتهروا بين الناس بحبهم للدعابة، وذلك من واقع كون أفكارهم غير مشغولة، إلَّا بهذا العمل اليدوي الشاق.
وكان معظم الذين مع ابن ماضي مثله من أهل القصيم، فقال الملك عبد العزيز.
أنتم يا أهل القصيم حراجكم ماهوب زين، من يسوم البقرة؟ من يفتح باب الحمارة؟ يشير إلى أنهم يقولون في ندائهم في السلعة: من يفتح بابها أي من يسوم السوم الأول.
فلم يصبر الستاد ابن ماضي وإنما نزل من الجدار الذي كان يبنيه، وأخذ (شماغه) من فوق رأسه وبسطه حتى أصبح كالرداء، وقال موجهًا كلامه للملك عبد العزيز:
وأنتم يا أهل العارض حراجكم تقولون: وأخذ يرفع صوته كالذي ينادي
على سلعة في سوق مزدحم:
ست جدد بجلال الليل، بي نبيع، بي نبيع، والا حنا نحرج على بقر وحمير وأباعر.
فضحك الملك عبد العزيز ومن معه، ثم عاد ابن ماضي إلى استئناف عمله.
وكان الستاد صالح الماضي قد شارك في بناء قصر المربع عام ١٣٥٤ هـ.
وابنه عبد الله بن صالح الماضي استاد بنيان بالطين والجص، انتقل إلى الرياض وسكنها مدة ثم عاد إلى بريدة.