هذا وقد توفي الأمير مبارك بن مبيريك في عام ١٣٨٨ هـ، وعندما نقل عن الإمارة بقيت أسرته في بريدة وعاشت فيها من بعده.
قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في حوادث سنة ١٣٥٠ هـ:
هذا وقد كان أمير بريدة إذْ ذاك (مبارك بن مبيريك) الورع الحليم العاقل المتعفف جزاه الله خيرًا، وكان هذا الرجل يستر العورات وينصح للأمة فأعيد في إمارة بريدة للمرة الثانية بعدما عزل عنها الأمير (تركي بن ذعار) ولما أن كان في شوال قدم الشيخ عمر إلى بريدة عائدًا من الحجاز فابتهجت به وجوه الأهالي (١).
كان الأمير ابن مبيريك رجلًا سمحًا رفيقًا بالناس، حكي مرة أنه خرج في وقت متأخر من الليل من قصر الإمارة في بريدة إلى بيته وإذا به يصادف أناسًا مهربين بضائع من الخام وغيره، وإذا به يقابلهم لا يستطيع أحد منهم أن يترك الآخر فصار يضرب حمل البضاعة المهربة بعصاه ويقول: هذا كرمع؟
وش لون الأمير ابن مساعد عساه طيب، يوهمهم أنه يظن أنهم جاءوا من حائل، مع أنهم كانوا قادمين من العراق.
والكرمع هو ثمر شجر الأثل، ويكثر في الأثل في حائل لذلك يأخذه أناس منها يتاجرون به، لأنه تدبغ به الجلود وهو أفضل أنواع الدباغ.
وقد عمر مبارك المبيريك إلى سن مائة وثمان سنين.
لقد اعتاد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله إذا عين شخصًا في منصب مهم له توابع مثل إمارة القصيم أن يبلغ رجالات القصيم وأمراء النواحي بذلك، وهذا أنموذج لذلك بالنسبة إلى تعيين الأمير مبارك بن مبيريك لا ينقصه إلا أنه غير مؤرخ: