وننهي الكلام على معاملات الشيخ إبراهيم بن محسن المالية بإيراد ورقة طريفة بخط ابنه الوحيد محمد تتعلق بالدار الجنوبية كما أسموها، وهي دار كانت لموضي بنت محسن التويجري عمة الشيخ إبراهيم اشترتها وسكنتها، وقد فقدت ورقة تملكها، وأسمى الكاتب ذلك تلاف الورقة التي تثبت تملك الدار المذكورة للمرأة التويجرية وهو سبب ظريف نقله الكاتب عن أبيه الشيخ إبراهيم بن محسن وهو أن مشيري وهو مشيري الجناحي الذي سبق ذكره في حرف الجيم وبينا أن أصل اسمه تصغير مشاري أنه وهو أي مشيري كان تزوج إحدى بنات صاحبة الدار.
وذكر الشيخ ابن محسن أن مشيري المذكور كانت عنده ورقة الدار المذكورة وأنه يقول: إني (لافزه في شطب) ومعنى لانزه أي لافزها: أدخلها بشيء من الصعوبة في شطب في الجدار ولا يدرى أي جدار هو، وهذا بالطبع ينشأ عنه تلافها لأنه إذا كان الجدار بارزا للمطر تلفت منه، وإذا كان واقعًا تحت سقف فإن الحشرات والفار تأكلها.
وهذا الفعل المضحك بورقة تملك بيت من البيوت يعطينا مثلًا علي سوء خزن الأوراق والوثائق إذ أدخل الورقة في شطب من شطوب الجدار الطيني وهو الشق المستطيل في الجدار ويقصد من ذلك حفظها عن الضياع فيما لو رماها في الأرض أو فوق شيء متحرك، ومع ذلك فإن هناك شهودا يشهدون على أن الدار ملك التويجرية المذكورة، وهم (ابن جميعة) من أسرة الجميعة العريقة السكني في بريدة الذين منهم إبراهيم بن جميعة (رئيس المراسم الملك عبد العزيز آل سعود رحمهما الله)، وأم النصار القوسي التي تشهد وتقول لأهلها: قوموا وأنا أشهد بأن الدار التويجرية قبل أموت، وشاهد لا كالشهود من سائر الناس وهو عبيد بن عبد المحسن، والد المشايخ من آل عبيد يشهد بذلك أيضًا.
ولكن الشيخ ابن محسن لم يطالب بها لأن عبد الله الوايل العمير أكبر منه،