وعبد الله بن محيطب كنا نعرفه، بل هو معروف في سوق بريدة، صاحب دكان في أسفل سوق بريدة، وكان يبيع الخام تقطيعًا أي بالذراع والبضائع الأخرى حتى الكبريت.
وهو طويل القامة، قوي الصوت فكان ينادي وهو واقف في دكانه بأسعار بضائعه فيأتي الناس إليه ويشترون منه، ويتركون أهل الدكاكين المجاورة الذين لديهم بضائع مثل بضائعه، لأنه تفوق عليهم بالإعلان.
فسعى أربعة منهم إلى إيقافه عن ذلك فنادوه وطلبوا منه أن يترك التصويت على البضائع في دكانه.
فأبى ذلك وقال: أنا أبيع واشتري بحلالي، ولا منعتكم أنكم تصوتون علي بضائعكم، فذهبوا إلى أمير بريدة في ذلك الوقت وهو عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد فشكوه إليه طالبين أن يمنعه من الإعلان عن بضائعه بمثل هذه الطريقة، وقالوا: يصير مثلنا جالس في دكانه الذي يجيه يبي يشري منه يبيع عليه.
قالوا: فدفعهم الأمير ابن مساعد إلى الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن حميد لأن ابن محيطب قال: أبي الشرع.
فاستمع الشيخ إلى دعواهم فسألهم الشيخ أي سأل الذين شكوا ابن محيطب قائلا: هو إذا قال الكلام ما يتمه؟ إلى صوت إن ذراع الخام بريال ما يبيع بريال؟
قالوا: إلَّا يبيع.
فقال: وإذا قال الكبريت بنصف قرش هو ما يبيعه بنصف قرش؟
قالوا: إلَّا يبيع.
فقال لهم ما لكم عليه دليل ولا تعترضون عليه هو يبيع بحلاله، وحكم له - طبعًا بدون صك - فاستخف ابن محيطب الطرب لهذا الحكم الذي صدر لصالحه ضد خمسة تجار، وألقى بشماغه على الأرض - علامة الاحترام -