معلوم قدره سبعمائة صاع حنطة هلبا وواحد وعشرين مائة صاع شعير بادوس، وثمانية عشر أحمر زر وبلغهم الثمن جميعًا، هكذا شهد الشاهدان المذكوران وكتب شهادتهما وأثبتها راجي عفو الرب الغني ثنيان بن سليمان الحنبلي، وصلى الله على محمد وآله وسلم، وذلك في سنة ١١٨٥ هـ وصلي الله على محمد وآله وسلم.
إن في هذه الوثيقة عدة ملاحظات:
أولها: أن البائعين باعوا على آل محيميد من نخل وأرض وجميع حقوق ذلك، مما يدل على أن عمارة البصر كانت قبل ذلك بزمن، ويدل أيضًا على أن أوائل المحيميد كانوا وصلوا إلى البصر قبل ذلك بزمن.
ثانيها: أن الثمن هو عروض ونقد، أما العروض فهي سبعمائة صاع حنطة هلبا، والهلبا معروفة من أنواع الحنطة، أدركنا التسمية بها وهي نوع جيد من الحنطة، مخالف للمعية، لأن الحنطة غير المعية، ومع الحنطة الفان ومائة صاع شعير بالدوس، والدوس هو الدياس وهو دوس الزرع بقصبة الذي يتلوه ذريه، وتخليص الحب من القصب الذي يكون قد تكسر نتيجة دوسه بحوافر الدواب من البقر أو الحمير.
وأما النقد فإنه ثمانية عشر أحمر والأحمر عملة ذهبية أكدها الكاتب بقوله:(زَرَّ) والزر بفتح الزاي وتشديد الراء هو الذهب بالفارسية، وقد ذكرت هذه الكلمة وتاريخها في كتاب (معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة).
ثالثها: أن الكاتب لم يذكر اسم الشاهدين في آخر الوثيقة فحرمنا من الإطلاع عليه.
رابعها: أن الكاتب نوه بمذهبه الحنبلي وهذا أمر كان شائعًا في نجد مثل غيرها من الأقطار العربية، ولكنه قلَّ بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب